- غرفة الإعلام
- البيانات الصحفية
- شؤون المفاوضات تنظم لقاءات دبلوماسية وجولات...
شؤون المفاوضات تنظم لقاءات دبلوماسية وجولات إعلامية بمناسبة مرور عام على اعتراف ترامب غير القانوني
شؤون المفاوضات تنظم لقاءات دبلوماسية وجولات إعلامية بمناسبة مرور عام على اعتراف ترامب غير القانوني
نظمت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم جولة إعلامية للصحافة الدولية في مدينة القدس، لإطلاعهم على واقع المدينة، وتصاعد الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على المدينة بعد مرور عام على إعلان ترامب غير القانوني القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها وإسقاطه ملفات الحل النهائي، قادها د.نبيل شعث مستشار الرئيس للعلاقات الدولية.
وأطلع شعث الصحافة على أهم الإنتهاكات الإسرائيلية وخاصة المشروع الاستيطاني الاستعماري، وقال خلال الجولة: "إن ما نشهده اليوم على أرض الواقع في القدس يعكس سياسات الإحتلال المبنية على تعزيز مشروعها الكولنيالي الاستيطاني في المدينة المحتلة، بما في ذلك هدم منازل الفلسطينيين، ومواصلة البناء في المستوطنات الاستعمارية، و تقوية شبكة الطرق التي تصل بينها، وغيرها من الخروقات المخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأكد شعث أن اعتراف ترامب بمدينة القدس كعاصمه لإسرائيل هو إقرار بهذا الواقع وقبول الولايات المتحده بمشروعها الاستيطاني غير القانوني، وهو ضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة أعمالها غير القانونية في المدينة وباقي أنحاء الوطن".
من جهته قدّم مستشار السياسات في دائرة المفاوضات فؤاد الحلاق عرضاً لهذه الانتهاكات لعام كامل منذ إعلان ترامب غير القانوني في كانون الأول 2017 حتى اليوم، مبيناً أن أكثر من 220،000 مستوطن غير شرعي يعيش في 14 مستوطنة إسرائيلية، بالإضافة إلى تقديم خطط استيطانية لـ 5،820 وحدة استيطانية غير شرعية في القدس المحتلة، وهدم 185 منشأة في محافظة القدس، بما في ذلك 69 منزلاً، و6 منشآت ممولة من المانحينن وتشريد 197 مواطناً، بينهم 97 طفلاً.
من الجدير بالذكر أن الدائرة وزعت على الصحافة ملخصاً إعلامياً يرصد انتهاكات الاحتلال في القدس المحتلة، مدرجة المشاريع الإستيطانية الإستعمارية الرئيسية، مثل الطريق الدائري الإسرائيلي الذي يقطع أوصال الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة ويؤثر على نسيج أكثر من 300،000 فلسطيني يعيشون في المدينة اقتصادياً وحضرياً، وتوسيع شارع 60 الذي يربط بين القدس والخليل، ومشروع "تل فريك" الاستيطاني، وقطار القدس الخفيف.
وذكر الملخص أن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، قتلت 307 فلسطينيين بما فيهم 7 فلسطينيين من/ في محافظة القدس، ولا زالت تحتجز جثامين 35 شهيداً فلسطينياً، بما فيهم 4 جثامين لشهداء مقدسيين، واعتقلت من أصل 6.000 معتقل فلسطيني ما نسبته 24% من محافظة القدس، وشن مستوطنوها 500 إعتداء ضد أبناء شعبنا، بما فيها 30 اعتداءاً في محافظ القدس، وانتهكت ما لايقل عن 170 انتهاكاً ضد الصحافيين قي القدس المحتلة، وأغلقت 3 مؤسسات إعلامية في المدينة. هذا بالإضافة إلى سن قوانين عنصرية توجتها بسن قانون"القومية" العنصري، وأجراء سبع تعديلات على القوانين الموجودة.
من جهة أخرى، عقدت الدائرة لقاءاً دبلوماسياً اليوم حول "المسيحية الصهيونية" قاده د.ناصر القدوة عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والبطرك ميشيل صباح رئيس الأساقفة السابق في مدينة رام الله، حضره الدبلوماسيون الدوليون.
وأكد القدوة في اللقاء في أن دور الأصولية الدينية يتجلي في تدهور العملية السياسية، والتي تترجم في الواقع فيما نشهده اليوم من إنتهاكات للقانون الدولي وحقوق الإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى المسيحية الصهيونية التي تتبنى القراءة الحرفية للعهد القديم، وما تتضمنه من إضهاد شعب آخر، وشرعنة إرتكاب كل الموبقات ضده، وقال: "يوجد تأثير كبير لهم في الولايات المتحدة وفي العالم، وأصبحوا عنصراً مؤثراً بشكل كبير، وشهدنا على ذلك في خروج السياسة الأمريكية عن القانون الدولي، وتبني مواقف معارضة لمواقف الإدارات الأمريكية السابقة فيما يتعلق بالقدس والمستوطنات وغيرها، ونلحظ تفهم كبير لديها للخروقات الإسرائيلية في السيطرة على الأراضي والتنكر للشعب الفلسطيني في الوجود، وحل الدولتين وغيرها من القضايا". مشدداً أنه لا يوجد لشيء يسمى بصفقة القرن".
ودعا القدوة القيادات المسيحية إلى تحمل المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة بشجاعة فيما يتعلق بالقراءات الخاطئة والتركيز على القراءات الصحيحة في الكتاب المقدس، داعياً ايضاً إلى خوض حوارات لاهوتية حقيقة وجدية، بمشاركة الأجيال الشابة للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل فاعل".
من جهته أكد البطرك صبّاح أن القدس مدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاث، ولن يتغير طابعها، ولن يعم فيها الكراهية والدمار كما يحصل اليوم، وستجد السلام يوماً ما، وقال: على إسرائيل أن تجد حلاً لتحقيق التعايش، فالصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني أساسه صراع سياسي وليس صراعاً دينياً".
ووجه نداءاً إلى دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس، لأن ذلك لن يساعد إسرائيل في تعزيز السلام بل في زيادة العداء لها، ووجه نداءاً إلى المسيحيين الإنجيليين الذين يريدون إرضاء الله و"اليهود" من خلال دعم السياسات الإسرائيلية المتعلقة باضطهاد الشعب الفلسطيني، وأضاف: "أنتم ترضون الله فقط وكلمة الله، عليكم أن تعلموا أن الكتاب المقدس هو معنى الحياة لكل الشعوب في العالم، وهو ليس مدعاة لحياة لليهود، ومدعاة لموت الفلسطينيين". مؤكداً أن تعاليم المسيحية الحقيقية نصت على محبة الآخر دون تمييز.
من الجدير بالذكر أن الدائرة وزعت على الدبلوماسيين الدوليين نشرة حول هذا الموضوع، تسلط الضوء على إستغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية، وتبرير الخروقات الممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وجعلها واقعاً طبيعيا، وهو الأمر الذي دفع إدارة ترامب للإعتراف غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتستعرض النشرة دور المسيحية الصهيونية في دعم الإستعمار الإسرائيلي، مظهرة دور ودعم المنظمات المسيحية الصهيونية لإسرائيل، سواء بالوسائل المالية أو السياسية، وكيف أن الدعم الإقتصادي الذي قدمته هذه الجمعيات قد ساهم في تشجيع طرد وتشريد الشعب الفلسطيني من منازله وأراضيه، مثل المشروع الإستيطاني المتواصل في حي سلوان الذي تنفذه "جمعية إلعاد" الإستيطانية. ومن أهم هذه المنظمات هي منظمات أمريكية مسجلة قامت بنقل مئات الملايين من الدولارات الأمريكية مع تقديم إعفاءات ضريبية، مثل الأصدقاء المسيحيين للجماعات الإسرائيلية (CFOIC)، وصندوق الخليل، والسفارة المسيحية الدولية في القدس (ICEJ)، إضافة إلى المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل (CUFI).
ودعت النشرة القادة الدينيين والسياسيين في جميع أنحاء العالم إلى إدانة هذا الاستخدام السافر للدين، مؤكدة أن فلسطين ستواصل شجب واستنكار استخدام الدين والكتب المقدسة لتبرير الجرائم والخروقات، وستستمر بالدعوة إلى تطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة باعتبارها السبيل الوحيد للمضي نحو تحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والشعب الفلسطيني وإنشاد السلام في المنطقة برمتها.