ما يزال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأراضي الفلسطينية يشكّل السبب الرئيسيّ والمحوريّ الذي يتسبّب في انعدام الأمن لأبناء الشعب الفلسطيني وفي غياب الاستقرار عن المنطقة على مدى عقودٍ طويلة. ويُعتبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتحقّق بانسحاب قوات الاحتلال بصورة كاملةٍ وشاملةٍ من جميع الأراضي الفلسطينية ومن مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وبضمان عدم تواجد أي قواتٍ إسرائيليةٍ فيها أو فرض السيطرة الإسرائيلية عليها، مطلبًا أساسيًا ينبغي إنجازه من أجل إقامة دولة فلسطين، التي تبسط سيادتها على ترابها الوطني، والتوصل إلى حلٍّ للنزاع القائم وإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة برمّتها. إن الشعب الفلسطيني يتطلّع إلى الحرية بعد عقودٍ من الحرمان والنفي والحياة تحت نير الاحتلال.
يمثّل الأمن قضيةً يشترك فيها الفلسطينيون والإسرائيليون وتهمّهم على السواء. وبينما يوصَف الأمن في أغلب الأحوال على أنه يحمل أهميةً قصوى للشعب الإسرائيلي، فإن الفلسطينيين لم يألوا جهدًا منذ ما يزيد عن ستين عامًا من أجل العيش في دولتهم التي تنعم بالأمن والرخاء والازدهار.
للفلسطينيين مصلحةٌ أصيلةٌ ومشروعةٌ في إقامة دولتهم التي تحظى بالاعتراف، وتتصرّف كدولةٍ مستقلةٍ تملك القدرة على ممارسة كافة حقوقها والاضطلاع بمسؤولياتها بصفتها دولةً سيادية. ويجب أن تملك الدولة الفلسطينية القدرة كذلك على الحكم وممارسة سلطاتها بصورة فعالةٍ وناجعة، وأن تمتلك قوةً مسؤولةً للدفاع عن نفسها ليس لها أي مصلحةٍ في تشكيل تهديدٍ عسكريٍّ على جيرانها. إن غايتنا الرئيسية تكمن، في نهاية المطاف، في إقامة وطنٍ قوميٍّ لأبناء الشعب الفلسطيني، بحيث يعيشون فيه في سلامٍ وأمنٍ مع جميع جيرانهم.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، فان المصلحه الأمنية الفلسطينيه وهيكلتها تقتضي إنجاز الأهداف التالية:
- توفير الردود الناجعة والفعالة على التهديدات الداخلية والخارجية.
- إعداد الآليات التي تكفل استمرار التعاون بين فلسطين والدول المجاوره، بصورةٍ يسودها السِّلم والودّ المتبادلين.
- احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
- تعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليميّ والدوليّ من خلال إقامة العلاقات مع كافة الدول المجاورة والارتقاء بها على أساس السلام والأمن والاستقرار.
- العمل على التصدي للارهاب الدولي.
لقد ترك الاحتلال الإسرائيلي، الذي ما يزال جاثمًا على أرضنا منذ 52 عامًا، آثارًا بعيدة المدى على كافة جوانب حياة أبناء شعبنا. ولم يزل هذا الاحتلال هو السبب الرئيسي والجوهريّ الذي يحرم الشعب الفلسطيني من الشعور بالأمن ويقوّض ركائز الاستقرار في المنطقة برمتها. فقد عمد الاحتلال الإسرائيلي، على مدى العقود الماضية، إلى ترسيخ اعتماد الفلسطينيين عليه في العديد من القطاعات، وحرمهم من الاستفادة من مقدّراتهم وإطلاق جميع ما لديهم من قدراتٍ وإمكانات. ولذلك، يجب أن يتغلب الفلسطينيون على هذا الاعتماد القسريّ لكي يتمكّنوا من إقامة دولتهم المستقلة، والقادرة على البقاء والتي تبسط سيادتها على ترابها الوطني.
إن وضْع حدٍّ للاحتلال الإسرائيلي، بانسحاب قوات الاحتلال بصورة تامّةٍ وشاملةٍ من جميع الأراضي الفلسطينية ومن مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وعدم تواجد أي قواتٍ إسرائيليةٍ فيها أو فرض السيطرة الإسرائيلية عليها، يُعَدّ مطلبًا أساسيًا ينبغي إنجازه من أجل إقامة دولة فلسطين، التي تبسط سيادتها على ترابها الوطني، والتوصل إلى حلٍّ للنزاع القائم وإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة برمّتها.