د. صائب عريقات حول خطاب بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

البيانات الصحفية
تشرين الأول 02، 2015

لقد قام بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء سلطة الإحتلال، بشن هجوما شرسا على الأمم المتحدة خلال خطابه أمام الجمعية العامة يوم الخميس، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة لن تساعد في تحقيق السلام" ويجب "أن تتخلص من عقدة الذم بإسرائيل". لكن نتنياهو تجاهل حقيقة هامة مفادها أن إسرائيل قد وجدت كدولة بفضل تلك المنظمة الدولية.

إن عدم الدقة في خطاب السيد نتنياهو لا يحتاج إلى تحليل قانوني معمق. فعلى أرض الواقع، إسرائيل هي دولة الإحتلال العدواني التي تعمل بعنف على فرض نظام الفصل العنصري على شعبنا الأعزل في تحد صارخ للنداءات المتكررة من قبل المجتمع الدولي لوقف العدوان والخروقات الخطيرة . و بهذا يستمر نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة بافشال كافة جهود السلام الحقيقية . ان الفلسطينيين لم يسبق أن فرضوا شروطا للتفاوض، بل يطالبون إسرائيل دائما بتطبيق إلتزاماتها بموجب القانون الدولي والاتفاقات الموقعة.  

وبينما يخاطب نتنياهو العالم معربا عن نيته بالتفاوض من أجل التوصل إلى حل الدولتين، يواصل هو وحكومته اليمينية ببناء أكبر المشاريع الإستيطانية الغير قانونية في التاريخ المعاصر على أرض دولة فلسطين.  كما يستمر المستوطنون بإرتكاب أبشع الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل بدعم من قوات وحكومة الإحتلال. وما يزال الإرهابيون قتلة عائلة الدوابشة ينعمون بالحرية . وما يزال مئات المتطرفين يعملون على تفجير الوضع في المسجد الأقصى من خلال إقتحاماتهم اليومية وإعتداءاتهم المستمرة على المصلين أمام مسمع وبصر حكومة الإحتلال وأجهزتها المختصة. 

لقد إعترفت دولة فلسطين بإسرائيل في عام 1988، ولم تعترف إسرائيل بعد بدولة فلسطين.  وفي ذات اليوم الذي يطالبنا فيه نتنياهو بالإعتراف باسرائيل "كدولة يهودية"، يحيي  1.5 مليون فلسطيني ذكرى إعدام 13 مواطنا فلسطينيا في إسرائيل على يد القوات الإسرائيلية قبل 15 عاما. إن إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل "كدولة يهودية" يمثل إقرار فلسطينيا بنظام العنف والعنصرية الذي تمارسه دولة تدعي الديمقراطية والمساواة ضد الأقليات العرقية .

ان أولئك الذين يقفون وراء إغتيال رئيس الوزراء السابق إسحق رابين هم أنفسهم الذين يقفون وراء إغتيال حل الدولتين ، وأخشى أن يكون السيد نتنياهو من هذا المعسكر، حيث أظهر وجهه الحقيقي عشية إنتخابه. إن المفاوضات على هذا الأساس لا يمكن إعتبارها مفاوضات جدية وحقيقية. وكما قال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي "لا يمكننا التفاوض مع أولئك الذين يقولون ما هو لي يبقى لي ، وما هو لك هو قابل للتفاوض." إن الطريق إلى الأمام واضح :  فالتدخل الفاعل للمجتمع الدولي هو أمر ضروري وهام، ويجب على إسرائيل تطبيق كافة إلتزاماتها والإتفاقات الموقعة، بما في ذلك الوقف التام والشامل لكافة الأنشطة الاستيطانية الغير قانونية.

Back to top