- غرفة الإعلام
- ملخص إعلامي
- سياسة العزل المكاني في القدس المحتلة وبناء...
سياسة العزل المكاني في القدس المحتلة وبناء الجسر المعلق للمستوطنين في سلوان
سياسة العزل المكاني في القدس المحتلة وبناء الجسر المعلق للمستوطنين في سلوان
عملت السياسات الاسرائيلية خلال الخمسة العقود الماضية من الاحتلال عبر سياسة العزل المكاني في القدس المحتلة على اتخاذ إجراءات نظامية تهدف إلى توسيع نطاق التواصل بين المناطق الإسرائيلية والمستوطنات الاسرائيلية وخلق أغلبية يهودية في المدينة من خلال بناء المستوطنات والبنية التحتية للمستوطنات من شوارع إلتفافية وقطارخفيف، وفي نفس الوقت الحد من النمو السكاني الفلسطيني وتقليص اعدادهم باستخدام سياسة التهجيرالقسري للسكان الفلسطينيين وإعاقة نموهم وتطورهم كمجتمع مقدسي وعزل المدينة جغرافيًا عن سائر مناطق الضفة الغربية المحتلة من خلال سياسة العزل المكاني.
ولتطبيق سياسة العزل المكاني داخل وحول البلدة القديمة في القدس المحتلة، الإعلان عن الحدائق التوراتية الإستيطانية أو "الحدائق الوطنية"، ففي عام 2017 وافقت بلدية الإحتلال الإسرائيلية على حديقة توراتية جديدة (738 دونم) على منحدرات جبل المشارف الواقعة بين حي العيسوية والطور خارج البلدة القديمة في القدس المحتلة.
هذه الحديقة تنضم الى اثنتين من الحدائق التوراتية الأخرى التي سبق أن أعلن عنها: حديقة "تسوريم"، أعلنت في عام 2000 على مساحة (165 دونم) على الجهة الأخرى لجبل المشارف المجاورة لمنطقة الصوانة الفلسطينية، وحديقة "أسوار القدس"، أعلنت في عام 1974 على مساحة (1100 دونم) في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى وحول البلدة القديمة في القدس. وعلاوة على ما ذكر، فإن بلدية الاحتلال في القدس لديها خطط لإعلان ثلاث حدائق توراتية إضافية في القدس المحتلة، على جبل الزيتون (467 دونم)، حديقة "شمعون الصديق" (110 دونم) في حي الشيخ جراح وحديقة "متحف روكفلر" (40 دونم) في وادي الجوز.
أما أحدث أشكال الإستيطان الإسرائيلي ولتطبيق سياسة العزل المكاني حول البلدة القديمة في القدس، افتتحت سلطات الاحتلال جسر المشاة المعلق الذي يربط بين الجهة الجنوبية لوادي الربابة في بلدة سلوان والجهة الشمالية لجبل صهيون غربي أسوار البلدة القديمة في القدس، كما يؤدي الجسر بشكل مباشر إلى البؤرة الاستيطانية "بيت باجاي" في حي الثوري، والتي تتبع لجميعة "إلعاد" الاستيطانية، ويعد الجسر الجديد جزءا من مشروع الحدائق التوراتية الضخمة التي ستحيط بالبلدة القديمة وتروج له بلدية الاحتلال لها باستمرار.
يبلغ طول الجسر المعلق الذي تدّعي سلطات الاحتلال أنه سياحي نحو 240 مترا، وارتفاعه 30 مترا، ويبدأ من حي الثوري مرورا بأراضي المواطنين في حي وادي الربابة وصولا لمنطقة وقف آل الدجاني جنوب غرب المسجد الأقصى.
ويعد الجسر جزءا من مشروع ترعاه الحكومة الإسرائيلية وبلدية الإحتلال لتطبيق سياسة العزل المكاني والتهويدي في المنطقة، بدأ بزراعة قبور وهمية في وادي الربابة وإطلاق اسم "مقبرة سمبوسكي" عليها بادعاء أنها مقبرة يهودية قديمة، وفُتح مسارات سير تصل بين البلدة القديمة بالقدس والحي ليتم وصلها بمسارات أخرى ستقام مستقبلا، بالإضافة لإقامة متنزه سياحي ومسارات توراتية، بمبادرة وتمويل ما تسمى بـ "دائرة أراضي إسرائيل" و"صندوق المساحات المفتوحة".
يُعتبر الجسر المعلق جزء لا يتجزأ من مشروع إسرائيل الاستيطاني وتطبيق سياسة العزل المكاني وهو بالتالي غير قانوني وفقاً لمعاهدة جنيف الرابعة وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. إضافة إلى ذلك، سيكون للجسر المعلق في سلوان، آثاراً مدمّرة على حياة السكان الفلسطينيين في سلوان، وسيُعزّز الجسر المعلق الاستيطان الإسرائيلي داخل وحول سلوان والثوري، وبذلك سيخنق ويعمّق انفصال وعزل الأحياء الجنوبية عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
إن إجراءات سلطات الاحتلال تعمل على تغيير الواقع في المدينة المحتلة منذ عام 1967، وفرض واقع جديد وبسط الهيمنة والسيطرة الشاملة على المدينة المقدسة، بما فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية في مخالفة للقوانين والشرائع الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة.
إسرائيل كطرف محتل لا تتمتع بحقوق السيادة أو الملكية على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة. لذلك، فلا يمكن لإسرائيل إجراء تغييرات في القدس الشرقية إلاّ لفائدة السكان الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال أو لغرض الضرورة العسكرية. وبما أن الجسر المعلق والحدائق التوراتية لا تراعى حاجات الفلسطينيين المدنيين ولا تخدم أي هدف عسكري حقيقي، فهي تمثّل تغيير غير قانوني في القدس المحتلة.
مرفق خارطة التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في البلدة القديمة في القدس المحتلة وحولها