جدار في وجه السلام: تقييم اسرائيل لمسار الجدار ...
جدار في وجه السلام: تقييم اسرائيل لمسار الجدار (أيلول 2007)
جدار في وجه السلام: تقييم اسرائيل لمسار الجدار (أيلول 2007)
اوراق حقائق
أيلول 01، 2007
على الرغم من الجهود الدولية المتزايدة لإحياء عملية السلام والترتيبات الجارية للإجتماع الدولي المزمع عقده في منتصف تشرين الثاني 2007، قامت الحكومة الإسرائيلية ومن على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت1 بنشر خارطة جديدة للجدار تظهر تعاظم طول الجدار و ضمه الفعلي لمساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية.
المسار الجديد للجدار يؤكد أنباء سابقة تناقلتها وسائل الإعلام عن إقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بتغيير مسار الجدار لضم المزيد من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية ومساحات من الأرض الفلسطينية في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية إلى إسرائيل مما يشكل خرقا متعمدا للقانون الدولي وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي صدر عام 2004 وضمن سياسة أحادية الجانب وفرض الأمر الواقع التي توالتها كافة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
المسار الجديد سيزيد من مساحة أراضي الضفة الغربية المنوي ضمها لإسرائيل بشكل فعلي من 9% إلى 12%، حيث يعمل المسار الجديد على دمج مستوطنتي نيلي ونعالي في كتلة موديعين عليت الجاري دمجها في الجانب "الإسرائيلي" من الجدار، أي ضمها فعلياً إلى إسرائيل. سيُبعد هذا المسار الجديد الجدار مسافة خمس كيلومترات على الأقل شرق حدود عام 1967 في هذه المنطقة. ويعني هذا التغيير أن 20,000 فلسطيني يعيشون في خمس قرى مختلفة (رنتيس، وشقبة، وقبية، وبدرس، ونعلين) سيكونون مطوقين بجدران وطرق أمنية، مما يؤدي الي خلق جيبٍ (غيتو) فلسطيني آخر في الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما يقوم المسار الجديد للجدار باقتضام مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية جنوب الضفة الغربية (منطقة بحر الميت) حيث تخطط إسرائيل لجعل منطقة عين جدي ومستوطنة ميتسبيه شاليم في الجانب "الإسرائيلي" من الجدار وبالتالي قضم حوالي 2.6% من أراضي جنوب الضفة.
تقوم هذه الوثيقة بتحليل التأثير الذي يُحدثه الجدار والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
بالرغم من الادعاءات الإسرائيلية غير الدقيقة بان مسار الجدار يقتطع "فقط" 7-8% من الضفة الغربية فان الجدار و التوسيع المخطط للمستوطنات سيضع 46% من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. انظر إلى الخارطة المرفقة: "الجدار الإسرائيلي والمستوطنات: أيلول 2007"
إن المسار المعدل للجدار وحده يضم فعليا 12% من الضفة الغربية.
هذا الرقم يشمل وادي اللطرون والقدس الشرقية اللذين يشكلان معا 2% من الضفة الغربية.
كما يشمل هذا الرقم "أصابع" ارييل وكدوميم التي تشكل مجتمعة 2,2% من الضفة الغربية.
المستوطنات "إلى الشرق" من الجدار (أي داخله) تضم في الواقع مساحة 8% إضافية من الضفة الغربية.
هذه المستوطنات غالباً تكون لها اسيجتها وجدرانها الخاصة وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية.
اضافة لذلك تسعى اسرائيل لضم غور الأردن الذي يمثل 26% من مساحة الضفة الغربية.
المستوطنات الإسرائيلية تسيطر تقريباً على جميع أراضي غور الأردن وتقيد استخدام الفلسطينيين لتلك الأراضي وتطويرها2.
يضم المسار المعدل بشكل فعلي أكثر من 398,000 مستوطن، أو نحو 87% من سكان المستوطنات الإسرائيلية.
يسهل الجدار توسيع الكتل الاسيتطانية الاسرائيلية والتي قضت محكمة العدل الدولية في 9 تموز 2004 بانها كلها غير شرعية3.
النسب المئوية خادعة: وما يهم هو قيمة وموقع الارض.
تشكل القدس الشرقية فقط 1,3% من الضفة الغربية، ولكنها تمثل العاصمة الاقتصادية والثقافية والدينية للأراضي المحتلة.
الجدار والمستوطنات تحرم الفلسطينيين من حقوقهم المائية.
"أصابع" ارييل وكدوميم التي تمتد مسافة 22 كم داخل شمال الضفة الغربية تشكل 2,2% من الضفة الغربية ولكنها تجثم على بعض أثمن المصادر المائية في الضفة الغربية.
كونه يضم العديد من أثمن المناطق المنتجة للمياه في الضفة الغربية، فان سياسة الجدار والمستوطنات ستحبط فعلياً التقسيم المستقبلي العادل والمعقول لمصادر المياه في الضفة الغربية كما يتطلب القانون الدولي4.
المسار الجديد للجدار ما زال يفصل بشكل فعلي القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية.
الجدار في منطقة القدس يضم فعلياَ الآن 229.6 كم2 أو 4% من الضفة الغربية المحتلة. وسيفصل الجدار أو يعزل أكثر من 255,000 مقدسي فلسطيني عن بقية الضفة الغربية كما سيفصل أيضاً أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون على الجانب "الشرقي" للجدار عن القدس الشرقية.
سيضم الجدار فعلياً ثلاث كتل استيطانية كبرى تحيط بمحافظة القدس العربية - جبعون وادوميم وعتصيون – إلى إسرائيل وهي أراض مهمة ليس لها بديلا للنمو السكاني والتطور الاقتصادي الفلسطيني.
يسهل الجدار توسيع كتلة ادوميم الاسيتطانية التي تضم معاليه ادوميم وعلمون وكفار ادوميم ومتسبيه يريحو والون وكيدار بالاضافة الى المستوطنة الصناعية ميشور ادوميم. وتسيطر كبرى المستوطنات في هذه الكتلة، معاليه ادوميم، على مساحة 60.7 كم2 سيتم ضمها الى الجانب الغربي للجدار. وتبلغ المساحة الكلية لمنطقة معاليه ادوميم اكثر من 14 مرة من مساحة المنطقة المبنية حاليا.
تقع كتلة ادوميم الاسيتطانيه على بعد نحو 14 كم الى الشرق من حدود ما قبل احتلال عام 1967 ويسكن فيها اكثر من 30,000 مستوطن. ومن اجل دعم التقارب بين كتلة ادوميم والقدس الغربية تقوم اسرائيل بتنفيذ خطة E-1 . وتشمل هذه الخطة بناء مستوطنة جديدة على مساحة 12,442 دونم من الاراضي الفلسطينية في العيزرية والزعيم والطور والعيساوية. ومن المقرر الآن ان تضم هذه المستوطنة 3,500 وحدة سكنية ( نحو 14,500 مستوطن) وقد بدأ فعلاً بناؤها في نوف ادوميم. ولكن معظم الاراضي سيتم استخدامها بتطوير بنى تحتية اسرائيلية بما في ذلك منطقة صناعية وعشرة فنادق ومرافق ترفيهية. وستضمن خطةE1 وكتلة ادوميم سيطرة اسرائيل على المفصل الرئيسي لكل الطرق التي تربط شمال الضفة الغربية بجنوبها وستقوم عملياً بقطع الضفة الغربية الى نصفين. كما ستمنع خطة E1 التطوير الفلسطيني للمناطق الفلسطينية التي تملك اكبر الامكانيات الاقتصادية وبعد تنفيذ هذه الخطة سيتم فصل المناطق الفلسطينية في القدس عن بعضها البعض وستهدر الامكانات الكبرى للتطوير في هذه المنطقة، مما سيهدد قابلية الحياة للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
الجدار والمستوطنات تحرم الفلسطينيين من حقوقهم الدينية:
نتيجة لتفتيت المجتمعات المسيحية والاسلامية في القدس الشرقية والمناطق المجاورة فان القدس على وشك ان تفقد ميزاتها التاريخية بكونها مدينة الديانات والمجتمعات المسيحية والاسلامية المتنوعة.
ان هذه النشاطات فتحت المجال أمام مجموعات استيطانية تدعمها الحكومة الاسرائيلية الى تسهيل التمدد الاستيطاني داخل وحول البلدة القديمة في مدينة القدس لتغيير التوازن الديمغرافي في المنطقة حيث يوجد الآن 23 فلسطيني لكل يهودي. لقد حدثت في الأشهر القليلة الماضية العديد من التطورات المهمّة المتعلقة بالتوسّع الاستيطاني الاسرائيلي وأعمال الحفر داخل وحول البلدة القديمة في القدس. حيث تُواصل أعمال الحفر في العديد من المشاريع غير القانونية لتوسيع الوجود اليهودي في البلدة القديمة، وعلى رأس هذه المشاريع: أعمال الحفر في طريق باب المغاربة عند مدخل الحرم الشريف – الذي ينفذ من قبل صندوق التراث الاسرائيلي للحائط الغربي.
تُحدث هذه المستوطنات تغييرات ديموغرافية، ليس فقط بإضافة الاسرائيليين داخل وحول البلدة القديمة ، ولكن أيضاً بخلق ظروف اجتماعية-اقتصادية تجبر الفلسطينيين المقدسيين بمغادرة مدينتهم للعيش في مناطق اخرى من الضفة الغربية. تُشكّل هذه المستوطنات وأعمال الحفر الاسرائيلية قوساً حول البلدة القديمة يمتد من وادي الربابة في غربي البلدة القديمة إلى جبل الزيتون ونحو الشيخ جرّاح. لذلك فإنها تستولي بصورة كاملة على مناطق واسعة من الأرض اللازمة للنمو المستقبلي للقدس الشرقية الفلسطينية وتُفتّت الوحدة الجغرافية لمحافظة القدس الضرورية لاقتصاد أي دولة فلسطينية مستقبلية قابلة للحياة.
المسار الجديد للجدار ومستوطنات منطقة القدس ما زالت تفصل القدس الشرقية عن المجتمعات المجاورة في بيت لحم ورام الله. وقد كانت هذه المجتمعات تاريخياً متداخلة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. وتمثل هذه المجتمعات ما مجموعه 35 % من اقتصاد الاراضي المحتلة تقريباً, بما في ذلك قطاع غزة.
ضمن المخطط الجديد لمسار الجدار تم الإنتهاء مؤخراً من تشييد شارع رقم 70 (شارع الطوق الشرقي) الذي يحاصر قرية عناتا في القدس ويعتبر جزءاً لايتجزأ من نظام الجدار. ومع الإنتهاء من تشييد هذا الشارع أصبح 2,230 دونم من أراضي عناتا بحكم المصادرة لكونها أصبحت خلف الجدار.
بيت لحم ستنقطع كلياً عن القدس بينما ستتوسع المستوطنات المجاورة في كتلة عتصيون على حساب المزيد من الاراضي الفلسطينية. ستسيطر مستوطنات عتصيون المحيطة علىمساحة 70,9 كم2. وستعمل هذه المستوطنات بشكل دائم على تقييد تطور بيت لحم في الوقت الذي تفتت المجتمعات الزراعية التي تعتمد عليها بيت لحم والقدس للانتاج والدخل. فمستوطنات عتصيون تمنع التنقل الحر للناس والبضائع من وإلى المناطق المزروعة وتمنع الوصول الى الحقول وتلوث مياه الابار في اقليم بيت لحم، فان الجدار وكتلة عتصيون ستحبطان الوضع والتطور الاقتصادي لمدينتي بيت لحم والقدس الشرقية.
لقد تطلب فصل القدس عن امتدادها الشمالي (رام الله) خلق مناطق فلسطينية مطوّقة وكانتونات صغيرة يُحيط بها الجدار لضمان ضم منطقة عطروت الصناعية ومطار قلندية وتوسيع تجمع جبعون الاستيطاني (25 كم) وعزل القرى الفلسطينية في الشمال الغربي لمدينة القدس عن امتدادها الطبيعي مع المدينة. يشكل مجمع جبعون وصلة جغرافية هامة مع تجمع موديعين الاستيطاني التي تربط بدورها القدس بتل أبيب، موسعين بذلك الممر/الرواق الذي كان يربط المدينتين. أي، وبواسطة الجدار، لقد جرى خنق المنطقة الواقعة بين طريق تل أبيب (القسطل) وطريق تل أبيب الشمالية (بيت عور).
المسار الجديد سيخلق المزيد من الجيوب (الغيتوهات) الفلسطينية ويزيد من معاناة المواطن الفلسطيني
في شمال الضفة الغربية وعلى الرغم من قرار محكمة العدل الإسرائيلية بتعديل مسار الجدار بالقرب من خربة جبارا، فإن مسار الجدار الجديد المعلن يُبقي الحال على ماهو عليه الآن. مما يبقي على فصل القرية عن الكثير من أراضيها وإبقائها خارج الجدار مما يعني ازدياد معاناة الأهالي وفصلهم بشكل شبه كامل عن تواصلهم الإقتصادي والإجتماعي عن باقي مدن الضفة الغربية.
وفي منطقة قلقيلية، يُشير مسار الجدار الجديد الى تغيير لمسار الجدران المحيطة بشارع رقم 5 الأمر الذي سيؤدي الى مصادرة المزيد من أراضي قرى مسحة، سرطة، وبديا. ويبقي مسار الجدار الجديد على عزل قرى الزاوية ورافات ودير بلوط في جيب (غيتو) محاط بالجدران ومعزول عن باقي مدن وقرى الضفة الغربية.
أما في وسط الضفة الغربية وتحديداً منطقة قرى رام الله الجنوبية يعمل المسار الجديد على دمج مستوطنتي نيلي ونعالي في كتلة موديعين عليت الجاري دمجها في الجانب "الإسرائيلي" من الجدار، أي ضمهما فعلياً إلى إسرائيل. و سيؤدي ذلك الى خلق جيب جديدً يعزل 20,000 فلسطيني هم سكان رنتيس، وشقبة، وقبية، وبدرس، ونعلين ويجعلهم مطوقين بجدران وطرق أمنية. وسيبعد هذا المسار الجديد الجدار مسافة خمس كيلومترات شرق حدود 1967 في هذه المنطقة.
كما يقوم المسار الجديد للجدار باقتضام مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية جنوب الضفة الغربية (منطقة البحر الميت) حيث تخطط إسرائيل لجعل منطقة عين جدي ومستوطنة ميتسبيه شاليم في الجانب "الإسرائيلي" من الجدار وبالتالي قضم حوالي 2.6% من أراضي جنوب الضفة.
معظم التعديلات على مسار الجدار تأتي لمصادرة المزيد من الأرض وضم المزيد من المستوطنات:
نحو 80% من المسار المعدل ما زال يقع على اراض فلسطينية محتلة.
في 9 تموز 2004 أكدت محكمة العدل الدولية بشكل لا يدع مجالاً للشك بان جميع اجزاء الجدار الاسرائيلي المبنية على اراض محتلة بما في ذلك القدس الشرقية وكذلك جميع المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية.
نحو 260,000 فلسطيني من الضفة الغربية من محافظات القدس وجنين وقلقيلية وبيت لحم سيبقون محاصرين بين الجدار وحدود ما قبل احتلال 1967. وهذا يمثل 10,6% من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
قرى منطقة بيت لحم وادي فوكين ونحالين وبتير وخربة زكريا وحوسان وجبعة- التي يعيش فيها نحو 19,000 فلسطيني- ستبقى محاصرة بين حدود 1967 والجدار. واضافة الى ذلك فان جميع هذه المجتمعات، باستثناء جبعة، ستبقى محاصرة بين جدارين. وهذا يسهل عملية توسيع مستوطنات عتصيون ويخلق في الوقت نفسه دوافع قوية لدى القرويين الفلسطينيين لهجر منازلهم وبعض اثمن اراضي الضفة الغربية للبحث عن سبل العيش في المراكز المدنية الفلسطينية المجاورة.
المسار الجديد للجدار لا يغير شيئا في نظام"المناطق المغلقة"5 والبوابات والتصاريح:
بأمر من الجيش الاسرائيلي يسمح "للاسرائيليين " فقط – بما في ذلك اي شخص يمكنه ان يهاجر الى اسرائيل بناءاً على قانون العودة- بدخول او العيش او العمل في تلك المناطق التي تقع بين الجدار وحدود ما قبل الاحتلال 1967 (والمعروفة "بالمناطق المغلقة") بدون تصاريح.
وهذا يعني ان الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين بين الجدار واسرائيل سيحتاجون للحصول على تصاريح وتجديدها من اجل البقاء في منازلهم. كما ان الفلسطينيين الذين يعيشون "شرق" الجدار والذين لهم ممتلكات او وظائف على الجانب "الغربي" من الجدار سيحتاجون ايضا للحصول على تصاريح وتجديدها من السلطات العسكرية كي يتمكنوا من الوصول الى حقولهم او اماكن عملهم.
وفي غضون ذلك وحسب بنود الامر العسكري، فان اي شخص تابع للديانه اليهودية في اي جزء من العالم سيكون بامكانه الهجرة، بدون تصاريح، الى مستوطنات اسرائيلية غير شرعية في المناطق المغلقة.