"لن يكون هناك حل عادل ونهائي إذا لم يتم الاعتراف بحق اللاجئ العربي في العودة إلى منزله الذي اقتلع منه ... سيناقض مبادئ العدالة الأساسية حرمان ضحايا هذا الصراع الأبرياء من حق العودة إلى منازلهم بينما يتدفق المهاجرون اليهود إلى فلسطين، ويشكّلون في حقيقة الأمر تهديداً بحصول نزوح دائم للاجئين العرب الذين تعود جذورهم في الأرض لقرون خلت" – وسيط الأمم المتحدة لفلسطين الكونت فولك بيرنادوت.1
1. من هم اللاجئون الفلسطينيون؟
يبلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين حوالي 726.000 لاجئ مسلم ومسيحي (يشكّلون 75% من سكان فلسطين العرب) الذين عاشوا في ما يُعرف الآن بإسم إسرائيل والذين رحلوا أو طُرِدوا قبل وخلال وبعد حرب عام 1948 من أجل ايجاد دولة لليهود في فلسطين. يُشار عادة إلى هؤلاء وذريتهم باسم "لاجئي عام 1948". راجع الخارطة: تنقّلات السكّان، 1948-1951.
رحل في عام 1967 200,000 فلسطيني2 آخر عن منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة عندما شنّت إسرائيل حرباً على الأردن ومصر واحتلت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة (الأراضي الفلسطينية المحتلة). ويُعرف هؤلاء وذريّتهم بإسم "نازحي عام 1967".
لم تسمح إسرائيل للاجئي عام 1948 ولا لنازحي عام 1967 بالعودة إلى منازلهم فيما يُعرف الآن بإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
2. كيف أصبح هؤلاء لاجئين؟
كما هو حال كل اللاجئين، رحل الفلسطينيون عن منازلهم خوفاً على حياتهم بسبب الصراع العسكري الدائر. كثيرون رحلوا بسبب الهجمات العسكرية المباشرة على مدنهم وقراهم؛ آخرون تم طردهم على أيدي القوات الصهيونية. المذابح التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين خلقت أجواء من الخوف جعلت الكثيرين منهم يبحثون عن السلامة في أماكن أخرى. ارتكبت أكثر المذابح وحشية في دير ياسين (ليس بعيداً عن ما يُعرف اليوم باسم نُصب ذكرى الكارثة في إسرائيل) حيث قَتَلَ اليهود وفقاً لأقل الاحصاءات ما يزيد عن 100 رجل وامرأة وطفل فلسطيني3.
يصعب على الاسرائيليين القبول بأن استقلالهم جاء على حساب السكّان الفلسطينيين الأصليين الذين شُرّدوا عن وطنهم وممتلكاتهم. نتيجة لذلك، تنشر إسرائيل عدداً من الأساطير عن أسباب أزمة اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك مقولات أن: الجيوش العربية أصدرت الأوامر للاجئين الفلسطينيين بالرحيل؛ والاذاعات العربية وجّهت الأوامر للاجئين الفلسطينيين بالرحيل؛ والفلسطينيون ليسوا أصلاً من فلسطين، وقضية اللاجئين هي نتيجة للحرب التي بدأها العرب (مع أن جريدة نيويورك تايمز وثّقت وجود الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قبل حصول أي اجتياح عربي). لقد تم كشف زيف هذه الأساطير ليس فقط في التقارير الصحفية ووثائق الأمم المتحدة ومن قبل المصادر الفلسطينية، ولكن أيضاً من قبل المؤرخين الاسرائيليين مثل إيلان بابي وبيني موريس.
الأكثر أهمية، حتّى لو كانت هذه النظريات صحيحة، فلا تُلغي أي منها حق الفلسطينيين في العودة: إذ أنه وفقاً للقانون الدولي، يتمتّع اللاجئون بحق العودة بصرف النظر عن الظروف التي جعلتهم لاجئين.
3. ما هو عدد اللاجئين الفلسطينيين؟
يُقدّر اليوم العدد الأصلي للاجئين الفلسطينيين وذريتهم بأكثر من 6.5 مليون4 لاجئ يُشكّلون أكبر وأقدم مجموعة لاجئين في العالم، أي أكثر من ربع اللاجئين في العالم5. تفاصيل هذا العدد هي كما يلي:
أربعة ملايين من لاجئي عام 1948 مسجّلين لدى الأمم المتحدة؛
مليون من لاجئي عام 1948 غير مسجلين لدى الأمم المتحدة، إمّا لأنهم لم يُسجّلوا أسماءهم أو لم يحتاجوا للمساعدة عندما صاروا لاجئين؛
773,000 لاجئ نزحوا في عام 1967؛
263,000 لاجئ نزحوا داخل وطنهم (راجع سؤال 5 أدناه لمزيد من المعلومات حول النازحين داخل وطنهم).
راجع خارطة: اللاجئين الفلسطينيين، 2001 .
4. أين يعيش اللاجئون الفلسطينيون؟
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في كافة أنحاء العالم، إلاّ أن معظمهم يعيش على بُعد 100 ميل فقط من حدود إسرائيل6. يعيش نصف عدد اللاجئين في الأردن، وربعهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحوالي 15% منهم يعيشون في سوريا ولبنان. هناك أيضاً 263.000 لاجئ يعيشون في إسرائيل. يعيش ما تبقّى من اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء العالم المختلفة، وبشكل رئيسي في الدول العربية، وأوروبا، والأمريكتين7.
يعيش أكثر من 1.3 مليون لاجئ فلسطيني في 59 مخيماً للاجئين تُديرها الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأردن، وسوريا، ولبنان، إضافة إلى 12 مخيماً للاجئين غير معترف بها: خمسة مخيمات في الضفة الغربية، ثلاثة مخيمات في الأردن وأربعة مخيمات في سوريا8. أنظر الى خارطة: فلسطينيي الشتات، 1958.
5. لماذا يوجد لاجئون فلسطينيون في إسرائيل؟
في عام 1948 رحل حوالي 32.000 فلسطيني عن منازلهم لكنهم بقوا داخل حدود ما أصبح إسرائيل. لم يُسمح أبداً لهؤلاء الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم وقراهم في إسرائيل رغم أنهم مواطنون إسرائيليون. منازلهم، مثل منازل اللاجئين الفلسطينيين الآخرين، إمّا هُدمت أو أعطيت لليهود.
6. ماذا جرى لممتلكات اللاجئين الفلسطينيين؟
على إثر حرب عام 1948، كان هناك حوالي 531 قرية ومدينة فلسطينية تم تدميرها أو استوطنها اليهود في محاولة لمحو أي أثر لتاريخ غير يهودي في فلسطين. كثير من القرى الفلسطينية المدمّرة أعيد بنائها كمدن يهودية وسمّيت بأسماء عبرية. أنظر إلى خارطة: القرى الفلسطينية التي هُجّر سكّانها في عام 1948 وسوّتها إسرائيل بالأرض.
7. هل تم تعويض اللاجئين الفلسطينيين عن خسائرهم في الممتلكات؟
لا. أكثر التقديرات موضوعية للقيمة الحالية للممتلكات الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل أو دمّرتها هي بلايين الدولارات، مع أن التقديرات يمكن أن تزيد إذا أضفنا الخسائر غير المادية والتعويضات المستحقة للدول المضيفة.
8. هل للاجئين الفلسطينيين الحق في العودة إلى منازلهم؟
نعم. وفقاً للقانون الدولي، يحق للمدنيين الفارّين من الحرب العودة إلى منازلهم. تم تجسيد هذا الحق في:
قرار الأمم المتحدة رقم 194 (تم إقراره في 11 كانون الأول 1948 وأعيد التأكيد عليه كل سنة منذ عام 1948)9:
"... اللاجئون [الفلسطينيون] الذين يرغبون في العودة إلى منازلهم والعيش بسلام مع جيرانهم يجب أن يُسمح لهم بعمل ذلك في أقرب وقت ممكن، ويجب أن تُدفع تعويضات عن ممتلكات أولئك الذين يختارون عدم العودة، وعن الخسارة أو الضرر في الممتلكات التي، وفقاً لمبادئ القانون الدولي أو الانصاف، يجب إصلاحها من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".
الاعلان العالمي لحقوق الانسان:
"كل شخص له الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، والعودة إليه". (المادة 13 (2))
المعاهدة الدولية للتخلص من كافة أشكال التمييز العرقي:
"... تتعهد الدول الأطراف بحظر وإلغاء التمييز العرقي بكافة أشكاله وضمان حق كل شخص، من دون تمييز على أساس الجنس، اللون، أو الأصل القومي أو العرقي، في المساواة أمام القانون، وخصوصاً في التمتّع ... بالحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، والعودة إليه". (المادة 5 (د)(2))
الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية:
"سوف لن يتم حرمان أي شخص بشكل تعسّفي من الحق في دخول بلده". (المادة 12(4))
الممارسة الدولية: في البوسنة، تيمور الشرقية، كوسوفو ورواندا تم الالتزام بحق اللاجئين في العودة. في كوسوفو تم إعتبار حق العودة مسألة "غير قابلة للتفاوض". راجع منظمة التحرير الفلسطينية، دائرة شؤون المفاوضات، المعايير المزدوجة: كيف علّم المجتمع الدولي إسرائيل أنها فوق القانون.
9. لماذا لم يستطع اللاجئون الفلسطينيون العودة إلى منازلهم في إسرائيل؟
ترفض إسرائيل الانصياع للقانون الدولي فيما يتعلّق بحقوق السكان الأصليين غير اليهود. تُعرّف إسرائيل نفسها على أنها "دولة يهودية"، واللاجئون الفلسطينيون هم مسيحيون ومسلمون. اليهود من كافة أرجاء العالم، وحتّى أولئك الذين يعتنقون اليهودية، يُسمح لهم بالهجرة إلى إسرائيل بحسب "قانون العودة" الاسرائيلي. لكن في ممارسة واضحة للتمييز الديني والعرقي، يُمنع السكّان الأصليون من المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم.
10. ألا يُهدد حق العودة "الصفة اليهودية" لإسرائيل؟
إن إلغاء التمييز الديني والعرقي في حق العودة لا يُهدد شيئاً غير التمييز ذاته. فالسماح للمسلمين والمسيحيين بالعودة إلى منازلهم لا يُلغي الارتباط التاريخي اليهودي بإسرائيل ولا ينفي حقوق اليهود في الهجرة إلى إسرائيل. الغرض من تطبيق حق العودة الفلسطيني هو فقط تصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين والتأكيد على حقوق السكّان الأصليين غير اليهود.
11. لماذا لا تعمل الدول المضيفة على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين؟
اللاجئون الفلسطينيون ليسوا أصلاً من مواطني الدول المضيفة: فهم يأتون ممّا يُسمّى الآن إسرائيل ولهم الحق في العودة إلى إسرائيل. في حين أن كثيراً من الدول منحت اللاجئين الفلسطينيين الجنسية الكاملة، فإن الحصول على حقوق في بلد آخر لا ينفي حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم.
12. ماذا فعل المجتمع الدولي لقضية اللاجئين الفلسطينيين؟
أيّد المجتمع الدولي إلى حدٍ كبير حق الفلسطينيين في العودة وقدّم الدعم الكبير لوكالة أنروا، وهي الهيئة الأولى التي تقدّم المساعدات للاجئين. لكن المجتمع الدولي لم يتّخذ أي إجراء ملموس لاجبار إسرائيل على الانصياع للقانون الدولي والسماح للاجئين بالعودة.
13. ألا يمكن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال التعويض المالي لتخفيف الفقر؟
كلمة "لاجئ" لا تُشير إلى وضع اقتصادي، بل تُشير إلى وضع قانوني: اللاجئون الذين نجحوا مادياً وحصلوا على جنسية بلدان أخرى ما زالوا يتمتّعون بحق العودة. إضافة إلى حقهم في العودة، كافة اللاجئين الفلسطينيين لهم الحق في الحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم.
14. كيف يمكن حل مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي مضى عليها 55 عاماً؟
لا يمكن ايجاد حل شامل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من دون إعادة حقوق اللاجئين الفلسطينيين. يجب منح اللاجئين الفلسطينيين خيار ممارسة حق العودة، مع أن اللاجئين قد يفضّلون خيارات أخرى مثل:
إعادة التوطين في دول ثالثة
إعادة التوطين في فلسطين المستقلة حديثاً (مع أنهم أصلاً من فلسطين التي أصبحت إسرائيل)
أو تطبيع وضعهم القانوني في الدولة المضيفة حيث يقيمون حالياً. المهم هو أن يقرّر اللاجئون أنفسهم الخيار الذي يفضّلونه. فلا يجوز أن يُفرض عليهم أي قرار.
15. كيف تمّت معالجة قضية اللاجئين في المفاوضات مع إسرائيل؟
رفضت إسرائيل في كامب ديفيد بحث قضية اللاجئين معتبرة أنها لا تتحمّل أية مسؤولية عن ايجاد مشكلة اللاجئين أو حلها. في كانون الأول 2000، تبنّى الرئيس الأمريكي كلينتون من خلال "مقترحات كلينتون" مفهوم حرية الاختيار لكنه استثنى الخيار الأكثر أساسية وهو السماح للاجئين باختيار العودة إلى إسرائيل. مقترحات كلينتون ألغت فعلياً الحقوق القانونية للاجئين الفلسطينيين. وفي مفاوضات طابا واصلت إسرائيل الضغط على الفلسطينيين للتخلي عن حق العودة. يجب أن لا يقبل الفلسطينيون بأن يكونوا أول شعب في التاريخ يُجبر على التخلي عن حق العودة.
للحصول على معلومات إضافية حول اللاجئين الفلسطينيين، نرجو زيارة المواقع التالية
1. تقرير سير الأحداث لوسيط الأمم المتحدة إلى فلسطين، وثيقة الأمم المتحدة أ/68، 16 أيلول 1948. تم إغتيال الكونت بيرنادوت بتاريخ 17 أيلول 1948 على أيدي إرهابيين يهود. لعب اسحق شامير على نحو خاص دوراً في تخطيط عملية الاغتيال. تدرّج شامير على المسرح السياسي فيما بعد ليصبح رئيس وزراء إسرائيل.
2. حوالي 175.000 لاجئ من لاجئي عام 1948 أصبحوا لاجئين لمرة ثانية في عام 1967: الجمعية الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشؤون الدولية، اللاجئين الفلسطينيين 1 (2001)